روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | الباحث. . وصيام الستة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > الباحث. . وصيام الستة؟


  الباحث. . وصيام الستة؟
     عدد مرات المشاهدة: 2402        عدد مرات الإرسال: 0

في أواخر رمضان بث أحد المواقع مقالا لكاتب أطلق عليه لقب «الباحث الإسلامي» كره فيه بعد 1433 سنة صيام ستة أيام من شوال، وقال عنها إنها بدعة. .

وتناول ما رصدته «جوجل» في ذلك السياق من أقوال للإمام مالك وأبي حنيفة وبعض تلاميذهم ليؤيد به ما ذهب إليه.. رغم أننا قد تلقينا الحديث الشريف الحاث على صيام ستة أيام من شوال منذ الصغر كسنة توارثها المسلمون وحرصوا عليها. .
 
ورغب فيها العلماء لأكثر من 14 قرنا من الزمان.. ولم ينكرها علماؤنا الذين عرفناهم عن قرب ونثق في فتاواهم وتوجيهاتهم ونصائحهم، بل رغبوا فيها وحثوا عليها ومن ذلك ما أوردته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في أكثر من موقع..

وما نقل عن أصحاب السماحة والفضيلة المشايخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله ووالدنا سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة حفظه الله، الذي قال في آخر خطبة في رمضان

«إن المشككين في صحة مشروعية صيام 6 أيام من شوال لا حجة معهم، ولا دليل يثبت عدم ما ورد في السنة المطهرة في سنة صيام 6 أيام من شوال».
 
ولا أريد أن أدخل في تحليل صحة الحديث الذي رواه الإمام مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر عن سعد بن سعيد بن قيس عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنه حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر».

وأورده أيضا أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.. كما لا أريد أن أخوض في تفاصيل تصدى لها العلماء والباحثون وكلها تحث على صيام ستة أيام من شوال.. لكنني أود أن أسأل ما الذي استفاده ذلك الشخص من «تكريه» سنة تحث على طاعة..
 
والطاعات قربات إلى الله.. وما الذي سيستفيده أيضا لو أن عشرة أشخاص قرأوا ما كتب فتركوا الصيام المستحب رغم نيتهم المبيتة عليه، وكيف يمكن لكاتب حتى وإن كان ملما ببعض المراجع الدينية أن يدخل في موضوع أكبر منه وأوسع من دائرة معارفه.. وأعلى من مستوى تحليله للنصوص والأقوال..
 
أخيرا ومن باب الفائدة، أود أن أذكر هنا ردا علميا سابقا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على مثل ما ذهب إليه الكاتب..

تقول فيه «ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي.

فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة، وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة من العلماء.

ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان.

أو خوف أن يظن وجوبها، أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها، فإنه من الظنون، وهي لا تقاوم السنة الصحيحة، ومن علم حجة على من لم يعلم».
 
الكاتب: د. عبدالعزيز محمد النهاري
 
المصدر/ صحيفة عكاظ